U3F1ZWV6ZTQ5OTEwOTk3MDU2NTA1X0ZyZWUzMTQ4ODE3Mjc5MDIzMg==

"ظلال النيل" - قصة ليلى وياسر

قصة ليلى وياسر

في شتا 2015، ليلى سامي، بنت 27 سنة، كانت بتصور في شوارع القاهرة بكاميرتها. كانت بتحب تلقط لحظات الناس العادية: عم صابر بتاع الفول اللي واقف على ركن الشارع، العيال اللي بتلعب كورة جنب السور، والشمس وهي بتغيب في مية النيل. كانت روحها حرة، بس جواها كان فيه حاجة ناقصة، حاجة مش عارفاها.

في يوم، وهي واقفة على جسر قصر النيل بتصور، لمحت واحد قاعد لوحده على كرسي خشب، بيقرا كتاب شكله تقيل. كان لابس جاكيت أسود بسيط، وشعره الأسود الكيرلي بيترفرف مع الهوا. هدوءه شدنها، فقررت تصور الصورة دي من غير ما ياخد باله. لما الفلاش ضرب، رفع عينيه وبصلها بابتسامة خفيفة كده. ده كان ياسر حمدي، 32 سنة، مهندس معماري شغال في شركة صغيرة بتعمر بيوت قديمة.

"آسفة، مكنتش أقصد"، قالت ليلى وهي بتقرب. "ولا يهمك، بس وريني الصورة"، رد ياسر بهدوء. اتكلموا شوية، واكتشفت إنه بيحب الفن والتاريخ زيها، وإن عنده نظرة للحياة مختلفة. الموضوع خلّص إنهم خدوا أرقام بعض، ووعدها إنه هيوريها حتت في القاهرة مكانتش تعرفها.

الحب يبدأ يعمل شغلانة

الأيام اللي بعدها، بدأوا يتقابلوا كتير. ياسر خدها الجمالية تصور الزنانير القديمة، وبعدين راحوا القلعة، قعدوا يرغوا ساعات عن أحلامهم. ياسر كان هادي وعنده حكمة، بيحب يسمع أكتر ما يتكلم، أما ليلى كانت زي الفراشة، مليانة حياة وكلامها مش بيخلّص. كانوا عكس بعض، بس بيكملوا بعض.

في ليلة ربيع 2016، وهما ماشيين على الكورنيش، ياسر مسك إيدها فجأة وقال: "أنا حاسس إنك النور اللي كنت بدور عليه في الزحمة دي". ليلى وشها احمر، وقالت: "وأنت الظل اللي بيخلّي النور يبان حلو". من ساعتها، قلبوها جد، وبقوا مش بيعدوا يوم من غير ما يشوفوا بعض.

الدنيا تبدأ تضرب

بعد سنة، ياسر قرر يخطب ليلى. راح لباباها، الحاج سامي، راجل عنده ستين سنة ومتربي على العادات القديمة. الحاج سامي قاله: "يا ابني، أنا عايز لبنتي واحد فلوسه كتيرة، مش مهندس بيطلّع عينه في شركة صغيرة". ياسر حس إنه اتضرب في كرامته، بس مردش غير: "أنا هثبتلك إني أستاهلها". ليلى وقفت في صفه وقالت لباباها: "يا بابا، الحب هو اللي بيخلّي الواحد يعيش، مش الفلوس".

في نفس الوقت، الدنيا ضربت ياسر تاني. الشركة اللي شغال فيها قفلت، وكان لازم يلاقي شغل تاني. بقى بيشتغل فري لانسر في مشاريع صغيرة، وكان بيطلع عينه عشان يلم قرشين. ليلى مكانتش سايباه، بدأت تبيع صورها في معارض، وكانت بتساعده من ورا ضهر أهلها. كانت بتقوله: "إحنا مع بعض، وهنعدّي الدوكة دي سوا".

الفراق الأول والحرب الباردة

سنة 2018، جات لياسر فرصة شغل في دبي، مشروع كبير هيخلّصه من الفقر. بس كان معناه إنه يسيب ليلى تلات سنين على الأقل. قعدوا على نفس الكرسي اللي اتقابلوا عليه أول مرة، وعينيهم دمعت. "أنا هروح عشان أرجعلك ببيت وحياة نستاهلها"، قالها ياسر. ليلى بصتله وقالت: "هستناك، بس متخلّنيش أضيع منك وسط الناس هناك".

سافر ياسر، وبدأوا يكلموا بعض كل يوم. ليلى كانت بتبعتله رسايل طويلة: "النيل النهاردة كان حزين من غيرك". وهو يرد: "أنا شايفك في كل حتة هنا". بس مع الوقت، المكالمات قلت، والرسايل بقت أقصر. في مرة، ليلى كتبتله: "خايفة نبعد عن بعض بجد". ياسر رد: "النيل مبينساش ضفافه، وأنا مش هنساكي".

في 2019، ليلى اتعرفت على واحد اسمه أحمد في معرض تصوير، كان بيحب شغلها وبدأ يقرب منها. كان ابن ناس ومرتاح، وأهلها شجعوها عليه. ليلى حست بالتشتت، وفي لحظة ضعف كلمت ياسر وقالتله: "أنا محتاجة أعرف إنت لسه عايزني ولا لأ". ياسر زعل، وقال: "لو شاكة فيا، يبقى خلّينا نرتاح من بعض شوية". اتفقوا ياخدوا بريك، وكل واحد فيهم حس إن قلبه اتكسر.

الرجوع والحرب مع الأهل

ليلى حاولت تكمل حياتها مع أحمد، بس كل ما تبص في عينيه كانت بتشوف ياسر. بعد كام شهر، أحمد طلب إيدها، وهي قالتله: "أنا آسفة، قلبي مش معايا". في نفس الوقت، ياسر كان بيكافح في دبي، شغال ليل نهار عشان يلم فلوس ويرجع. في صيف 2021، قرر يرجع للقاهرة بعد ما عمل مبلغ كويس وبقى عنده اسم في الشركات الكبيرة.

رجع وقرر يروح لليلى من غير ما يقولها. كانت في معرض جديد ليها اسمه "ظلال الحب"، كل الصور فيه كانت بتفكره بيه. لما شافته قدامها، الكاميرا وقعت من إيدها، وجريت عليه حضنته قدام الناس كلها. "كنت فاكرك نسيتيني"، قالها وهو بيمسح دمعة من عينه. "وأنا كنت خايفة تكون نسيتني"، ردت ليلى.

راحوا لباباها تاني، بس المرة دي الحاج سامي كان لسه رافض. قالهم: "ده مهندس سابك سنتين، وأنا مش مطمنله". ليلى قالتله: "يا بابا، أنا بحبه، ولو مش هو يبقى مفيش حد". ياسر وعد الحاج إنه هيبني بيت ويخلّي ليلى تعيش مرتاحة. الحاج سامي سكت، بس كان باين إنه لسه مش مقتنع.

النهاية الحلوة بعد المر

في الآخر، ليلى وياسر قرروا يتجوزوا من غير موافقة باباها. عملوا فرح صغير على النيل في أواخر 2021، واللي حضروا كانوا أصحابهم وبس. بعد الفرح بكام شهر، الحاج سامي جه زارهم في شقتهم الجديدة، شاف البيت اللي ياسر بناه، وقال لياسر: "أنا غلطت فيك، أنت راجل بجد". اتعانقوا، والدنيا رجعت حلوة.

دلوقتي، مارس 2025، ليلى وياسر عايشين في شقة صغيرة جنب النيل. هي لسه بتصور، وهو بيصمم بيوت فيها لمسة قديمة. بقوا بيحكوا قصتهم لأي حد بيسألهم: "الحب لو بجد، بيعرف يعدّي أي حاجة".


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نشكرك علي مشاهدة الموضوع الرجاء ضع لنا تعليق للتحفيز علشان نستمر في نشر المزيد

الاسمبريد إلكترونيرسالة